عيد الفطر المبارك ماهو شرح كامل
- عيدُ الفطر أول أعياد المسلمين والذي يحتفل فيه المسلمون في أول يوم من أيام شهر شوال ثم يتبعه عيد الأضحى في شهر ذي الحجة. تخويف الفطر يجيء بعد صوم شهر رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صوم شهر كامل ولذلك سمي بعيد الفطر. أول عيد فطر احتفل فيه المسلمون في الإسلام كان في السنة الثانية للهجرة حيث أن أول رمضان صامه المسلمون كان في السنة الثانية للهجرة. ويحرم صوم أول يوم من أيام عيد الفطر.
- ومدته شرعا يوم واحد لاغير، يبدأ بعد غروب الشمس هذا النهار الاخير من شهر رمضان وينتهي بـ غروب الشمس هذا النهار الأول من شهر شوال، فقد روى أبو داود و الترمذي في سننه أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ و لَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله : ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى”»، لهذا فالقول أيام عيد الفطر خطأ فعليا لأنه يوم واحد لاغير.[2] ويوم العيد هو يوم فرح وسرور، وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي بفضل مولاهم كما صرح الله: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
- ويمتاز عيد الفطر بأنه آخر يوم يمكن قبله صرف زكاة الفطر الواجبة على المسلمين. ويؤدّي المسلمون في فجر العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا صلاة العيد ويتقابل المسلمون في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهليهم وأقرباءهم، وذلك ما يعلم بصلة الرحم. كما يزور المسلم أصدقاءه ويستقبل أصحابه وجيرانه، ويعطفون على المحتاجين. وفي هذا الحين جرت العادة في عديد من البلدان الإسلامية بأن يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر أو المحشو بالملبن والمغطى بالسكر، والغريبة، والبتي فور، والمحوجة، وبسكويت النشادر، وفي هذا الحين المنين بالعجوة.
التسمية
عيد الفطر المبارك ماهو شرح كامل
العيد:
- هو يومياًً فيه جمع، وأصل الكلمة من رجع يرجع، صرح ابن الأعرابي: سمي العيد عيداً لأنه يرجع سنويا بفرح مجدد. ابتزاز الفطر سمي أيضاًً لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صوم شهر رمضان.
المعايدة
أفاد جبير بن نفير:
- «كان أصحاب رسول اللَّه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك» – فتح الباري، 2-446
وفي ذلك الحين جرت العادة في عديد من الدول العربية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وانتم بخير أو من العائدين الرابحين.
معنى وحكمة
- لقد تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع شرح الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إنهاء الصوم في الفطر. والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تقصي تلك المعاني واستشعار آثارها المبروكة ومعايشة أحداث العيد متى ما دار الزمان وتجدد العيد. فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة لكبراء وزعماء، لكن كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على نطاق الحياة.
- وفي العيد تتجلى العديد من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل منزل، وتعم النعمة كل عائلة، وذلك هو الهدف من قانون “صدقة الفطر” في عيد الفطر. أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن يشترك أعدادٌ هائلة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيبدو اتحادهم وتُمعرفة كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تتقابل على الإحساس المشترك، وفي هذا تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية.
- وفي ذلك الحين رخص النبي محمد للمسلمين في ذلك هذا النهار شرح الفرح والسعادة وتأكيده، بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح، لكن إن من الأحاديث ما يفيد أن توضيح ذلك الفرح والسعادة في الأعياد منسك من طقوس ذلك الدين، ولذا فقد رُوي عن عِياض الأشعريّ أنه شهد عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراكم لا تُقلِّسون، فقد كانوا في زمان رسول الله يفعلونه. والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء.
ورُوي عن عائشة صرحت:
إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان نحو رسول الله! فقال النبي: “دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل أناس عيدًا، وإن عيدنا ذلك هذا النهار”. ورُوي عن أنس أفاد: قدم النبي المدينة ولأهلها 48 ساعة يلعبون فيهما، فقال: “قد أبدلكم الله ـ الله ـ بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى”.
آداب العيد وسننه
التكبير
فإنه يسن التكبير في العيد:
وصيغته: الله أضخم الله أضخم، وذلك التكبير غير محدود بالصلوات لكن هو حكمه حكمه حكمه مستحب في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة. صرح ابن قدامة في المغني: ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد؛ لقول الله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وجملته أنه يستحب للناس تفسير التكبير في ليلتي العيد في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم مهاجرين أو مقيمين لظاهر الآية المذكورة. أفاد الشافعي : يكبر الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يطلع الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير. وأما صيغة التكبير : فمن أهل العلم من يشاهد أنه يكبر ثلاثا تباعا فيقول: الله أضخم الله أضخم الله أضخم. أفاد النووي في المجموع: صيغة التكبير المستحبة: الله أضخم الله أضخم الله أضخم. ذلك هو الشهير من مقالات الشافعي. وقال في منهاج الطالبين: وصيغته المحبوبة: الله أضخم الله أضخم الله أضخم لا إله سوى الله، والله أضخم الله أضخم ولله الشكر. ثم أفاد في المجموع: صرح الشافعي في المختصر: وما ارتفع من أوضح الله فحسن. وصرح في الأم: أحب أن تكون تزايده الله أضخم كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ،لا إله سوى الله ولا نعبد سوى إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله سوى الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله سوى الله والله أضخم. واحتجوا له بأن النبي قاله على الصفا، وذلك الجديد رواه مسلم في صحيحه من حكاية جابر بن عبد الله وافق الله عنهما أخصر من ذلك اللفظ. اختتم. وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأفضل التكبير مرتين، أفاد ابن قدامة في المغني: وصفة التكبير: الله أضخم الله أضخم لا إله سوى الله، والله أضخم الله أضخم ولله الشكر. والله أعلم.
الغسل
عيد الفطر المبارك ماهو شرح كامل
والغسل للعيد سنة مضمونة في حق الجميع الهائل، والصغير الرجل، والمرأة على السواء. ويجوز الغسل للعيد قبل الصباح في الأصح على خلاف غسل يوم الجمعة.
أتى في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي: يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، و كان قد ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، “أن رسول الله كان يغتسل يوم الفطر والأضحى.”
وروي كذلكً “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: إن ذلك يوم جعله الله عيدا للمسلمين، فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك”. رواه ابن ماجه. ويستحب أن يتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب، ويتسوك.
الإفطار قبل الصلاة
أيضاًًً فإن من السنة أن يبادر المسلم إلى الإفطار قبل الذهاب للخارج إلى الصلاة على تمرات يأكلهن وترًا؛ فعن أنس- – صرح: كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا” رواه البخاري وأحمد.
صلاة العيد
- من السنة ايضاً يوم العيد أن يساهم المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد حتى ولو لم يؤد القلة الصلاة لعذر شرعي. روت أم هدية: أمرنا رسول الله أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين. ويصف لنا جابر بن عبد الله صلاة العيد مع الرسول فيقول: «شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير آذان ولا معيشة ثم قام متوكئًا على بلال، فأمر بتقوى الله وتحميس على طاعته، ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى جاء السيدات فوعظهن» إلى آخر الجديد.
- فصلاة العيد سنة مضمونة، وهي ركعتان، ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، ولكن الأحسن تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، أي وفق رأي العين. وتسن الجماعة فيها، وتصح لو صلاها الفرد منفردًا ركعتين كركعتي سنة الصبح. ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، ويقول بين كل تكبيرتين: “سبحان الله والحمد لله ولا إله سوى الله والله أضخم”. ويسن خطبتان بعد الصلاة يكبر الخطيب في الأولى منهما تسع تكبيرات، وفي الثانية سبع تكبيرات. ويسن التبكير بالذهاب للخارج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح، سوى الخطيب فيتأخر إلى وقت الصلاة، والمشي أجود من الركوب، ومن كان له عذر فلا بأس بركوبه، ويسن الغسل ويدخل زمانه بمنتصف الليل، والتزيّن بلبس الثياب وغيره، والتطيب وذلك للرجال، أما السيدات فيكره لهن الذهاب للخارج متطيبات ومتزينات.
- ويسنّ أيضاًً أن يذهب إلى صلاة العيد من سبيل، ويرجع إلى بيته من سبيل آخر؛ لتكثر الخطوات، ويكثر من يراه فعن جابر بن عبد الله —صرح: “كان النبي لو كان يوم عيد خالف الطريق” [5] وصلاة العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبعًا إلا تكبيرة الإحرام يقوم برفع يديه فيها، وفي الثانية خمسًا إلا تكبيرة القيام، وتجوز جماعة، وعلى انفراد، ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها. ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أو الأعلى ( سبح باسم ربك الأعلى ) والغاشية. ويخطب الإمام بعدهما خطبتين، يكبر ندبًا في إطلاق الخطبة الأولى تسعًا، ويكبر في تدشين الثانية سبعًا. أما حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية، وقيل سنة مضمونة.
عيد الفطر
